0
علامات الحب .. أنانية المحب

علامات الحب .. أنانية المحب



وهي باختصار: حب التفرد بالمحبوب، وذلك نابع من حب الذات الذي جبل عليه الإنسان. وهي في الحب صفة محمودة مذمومة.

وفي نظري ..

أن الأنا (نيةٌ) متوفرة في المحب، فهو من يوم أن يحب محبوبه، ويتوغل حبه في قلبه، فهو لا يرى حقا لأحد أن يشاركه في شيء مما يخص محبوبه.

فهي نيةٌ أن لا يسمح لمحبوبه بأن يبستم إلا معي (أنا)

ولا يلهو ولا يلعب ولا يفرح ولا يحزن إلا معي (أنا)

بل لا ينبغي أن تكون سكناته وحركاته وهمساته إلا لي (أنا)

فالــ (أنا) (نية).

وهي (أنا) غير محمودة في الحب على وجه العموم، بل هي آفة مدمرة للحب، وقاتلة له. خاصة إذا كانت لمحبوب لا يخص الحبيب وحده حبَّه، بل حبه حق لكل محب، بحيث يسمح في ذلك الحب المشترك بالتعايش وسعة الأفق.

فإن على المحب لمحبوب عام أن تكون أنانيته محمودة غير مذمومة، بناءة للحب لا قاتلة له، عليه أن لا يبالي بمن كان سابقا له في قلب محبوبه، عليه أن لا يعنيه أن يكون أولا أو ثانيا أو حتى عاشرا في قلب محبوبه، وليكفه أن قلب محبوبه قد اتسع له.

عَنْ أَبِي عُثْمَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السّلَاسِلِ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ. قُلْتُ: مِنْ الرِّجَالِ؟ قَالَ: أَبُوهَا. قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: عُمَرُ. فَعَدَّ رِجَالًا فَسَكَتُّ مَخَافَةَ أَنْ يَجْعَلَنِي فِي آخِرِهِمْ.

إن عمرو بن العاص، الذي كان من شدة حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستطع أن يرفع عينه في عين النبي حبا وإجلالا له، لدرجة أنه لو سئل أن يصفه لما استطاع.

حرص رضي الله عنه أن يكون هو الأول في قلب حبيبه، لكن قلب حبيبه كان قد سبقه إليه محب آخر، فارتضى أن يكون ثانيا بل ثالثا، لكنه مسبوق في ذلك، فما كان منه إلا أن قبل ورضي مع حب وتقدير لمن سبقوه.

إنهم كانوا يحبونه صلى الله عليه وسلم حبا فاق كل وصف، وتمكن هذا الحب من شغاف قلوبهم، حتى صدقت عليهم كل علامات الحب، بل كانوا هم حجة على الحب وعلاماته.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
تعريب وتطوير مدونة الفوتوشوب للعرب
مدونة كمال اليماني © 2010 | عودة الى الاعلى
Designed by Chica Blogger