0
أهواك يا مكة

أهواك يا مكة ،،

أهوى أرضك وسماءك،، زائريك وأبناءك،،
أحب نجوم سمائك .. وهي تزهو على كل نجوم الدنيا بأنها في سماك

شوارعك، حواريك، آآآهٍ منك.. أحب الحياة فيك،،
نغيب نغيب، ونلتقي فيك،،
نشتاق لبلادنا، فنبحث عنها في القرى، فنجدها تأتم بك يا أم القرى،،
كم ألهمتني جبالك،، كم ألهبني جلالك،، كم هان عندي حالي.. من سروري بحالك،،
أحب فيك زمزم،، وإن سألوني عن حبها، قلت لهم:
الحب عندي زمزم .. بل زمزم هي الحب
ولست بغيرها أطعم .. حبيبتي زمزم فحسب
أحب فيك المَقام والرُّكن .. وفي ساحاتك يحلو الجلوس والرَّكن

أحبك يا مكة
أحب تلك النسمات، أحب تلك الروائع، تلك الرياح التي تهب من أنفاس الطائعين، حينما أكون بثوب أبيض طاهر، بمكان طاهر، بين أناس طاهرين، في تلك اللحظات، وبتلك الثياب أتذكر يوم ميلادي، ويوم ميعادي.

أحبك يا مكة
حينما أكون بين أناس لا أعرفهم ولا يعرفونني، ليس بيني وبينهم نسب ولا مصاهرة، ولا تجارة ولا بيع، وإنما نشترك بتجارة العبد مع مولاه.. وأنعم بها من تجارة رابحة.

أحبك يا مكة
حينما تكون تلك الأنفاس كلها صاعدة إلى سماء صافية، تعرج بها ملائكة كرام، إلى رب كريم، وأنعم به من رب سبحانه. لا يرد عبدا دعاه ورجاه، وإن كان أعتى العباد وأطغاهم وأفسدهم. بل يفرح به أشد ما يكون الفرح، هلم عبدي، من أتاني يمشي أتيته هرولة.

أحبك يا مكة
حينما أكون في حالة بها أتطهر من ذنوب لا يغفرها إلا رب العباد، وبين جنباتك تقرب مسافات الغفران.

أحبك يا مكة
حينما أهم بمعصية، فأذكر أنني بمكان طاهر، لا ينبغي فيه أن يعصي العبد ربه أشد من غيره من الأمكنة، حينها أكف عن معصيتي.

أحبك يا مكة
حينما تفتح لي مسافات الحب والتآلف بيني وبين إخواني.
حينما أكون في طاعة وأنتهي من أدائها، فأجد المهنئين والمباركين، والفرحين وكأنهم هم من قاموا بتلك الطاعة. أحب تلك الفرحة، وذلك الإحساس.

أحبك يا مكة
حينما أجد نفسي مشتاقا لفرج هم، فاذكر أنني بمكان يسهل فيه أن يفرج عن العبد المهموم، فيناجي المهموم مولاه، فاذهب إلى تلك البقاع الطاهرة، بيسر وسهولة، فيالها من نعمة عظيمة. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

أحبك يا مكة
حينما أشتاق إلى الري، حينما أكون ظمئانا، فلا أجد ري أناملي إلا بزمزمك، بين جنباتك، فأذهب وأرتشف أجمل رشفات تروي ظمأ المحب.

أحبك يا مكة
حينما أكون محتاجا لنيل أمر ما، لكنني أحتاج لسبب قوي يعينني على ذلك، مع يقين برب العباد، فأذهب إلى أطهر ما فيك، إلى أحب البقاع إلى رب البقاع، إلى البيت الحرام، فأرفع يدي إلى رب رحيم رؤوف، فلا ترجع خائبة مكسورة.

أحبك يا مكة
حينما أحتاج أن أبكي، حينما أحس بأن قلبي يعلوه الصدأ، حينما أحس أنني أحتاج الجلوس مع من أخرج له ما بداخلي من هم وغم وشكوى وآلام.

حينما يحتاج قلبي إلى دمعات لا يمكن أن تكون راحتي إلا بتلك الدمعات، فأرفع يدي من بقاع طاهرة، وأرض طاهرة، وأجواء طاهرة، إلى رب كريم، وأعلم أنه لن يخيب ظني، ولن أرجع خائبا مكسورا، بل أثق كل الثقة بنيل ما أريد.

أحبك يا مكة
حينما أمشي بين جبالك، فأذكر ما كان عليه نبينا صلى الله عليه وسلم، ومن معه من صحابة وصحابيات كرام أطهار أبرار، يخطون على تلك الصخور، لنشر ذلك الدين العظيم، حينها: أحبك كثيرا كثيرا، فإن فيك أنفاس الطاهرين والطاهرات، أنفاس أفضل جيل عرفته الدنيا، وأفضل رسول صلى الله عليه وسلم.

أحبك يا مكة
حينما يجتمع معك وأنت المكان الطاهر، زمان طاهر، بل أزمنة طاهرة، فيها صيام وصلاة وقيام وتلاوة واعتمار وحج وصدقة وزكاة وذبح لرب العباد، فأي نعم تضاهي تلك النعم.

أحبك يا مكة
كم شدتني تلك الضحكات والبسمات، في تلك الساحات، حينما يلهو ويلعب ويرتع أطفال هم من البراءة بمكان، حينما أجد في أعينهم وصدورهم وأحاسيسهم وأفعالهم كل أمن وأمان. كل روح، كل فرح، كل ريحان.

حينما أجد ابتسامتهم في ذلك المكان غير ابتسامتهم في أي مكان سواه.
حينما أجد كل أمل في الدنيا ينبعث من أعينهم.
حينما يكونوا في روح ولعب لا يكونوا في مثله بمكان آخر.

أحبك يا مكة
حينما أشتاق لسماع أفضل كلام، كلام رب العالمين، على تلاوة وصوت ندي، بأروع تلاوات، وأبدع أصوات تهز القلب هزا، تخرج ما به من حب لهذا الكلام، فأجد بين جنباتك أفضل ما يكون من القراء، وأجمل ما يكون من الأصوات، وأروع ما يكون من الأداء.

تلاوات عطرة، تخرج أنين القلب، على دمعات العين، فينشرح الصدر، وتهفوا القلوب لبارئها، بكل شوق وحنين، بكل أمل في مغفرة لا يملكها إلا رب العباد.

أحبك يا مكة
حينما ترتفع فيك هتافات التوحيد، والدعوة لطاعة رب العباد، بأصوات أناس هي من الروعة بمكان، يهتفون بالناس (الله أكبر) ويختمون بتوحيد رب العباد، يدعوننا إلى الوقوف بين يدي رب العباد، حينها أذكر بلالا رضي الله عنه، فإن كانت هذه الأصوات بهذه الروعة، فكيف كان صوتك الندي أيها الطيب الطاهر.

أحبك يا مكة
حينما أنام وأصحو وأنا أعلم يقينا أنني نمت في مكان طاهر، وصحوت في مكان طاهر.
حينما آكل وأشرب، وأتنفس حول ذلك الطعام والشراب أجمل أنفاس تكون، إنها رياحين البيت الحرام.

أحبك يا مكة
أحب تلك الأماكن التي لطالما رتعت فيها، جريت، لعبت، ضحكت، تبسمت، آآآهٍ .. ما أقساها الغربة، لكنها فيك يا مكة قربة .. وليست كربة.

ما أروع أن يكون لهونا ولعبنا ونزهاتنا بين هذه الجنبات الطاهرة.

أحبك يا مكة
حينما أدخل أي مسجد بين جنباتك، فأجد تلك الوجوه النيرة، تلك العيون الطاهرة، تلك الوجوه البريئة، تحمل ذلك الكتاب الطاهر الصادق، يلتفون حول معلم حريص ناصح أمين، يعلمهم كتاب ربهم.

أحبك يا مكة
حينما أجد رجالا بزيٍ نعرفهم ونراهم في كل مكان في الدنيا، لكننا نراهم أفحش ما يكون إلا بين جنباتك، في بيت الله الحرام، نراهم أرق ما يكون، وألطف ما يكون، وأحرص ما يكون خوفا على الناس، ورفقا بهم وإشفاقا عليهم. هم عسكر .. لكنهم ليسوا ككل العسكر.

أحبك يا مكة
إنني أرجو أن يكون على ساحاتك أطهر أناس، لكنها سنة الله في خلقه أن يكون البشر على نقص عظيم.

أحبك يا مكة
إنني أكون في فخر حينما أقول أنني جلست بمكة كذا وكذا، قد لا أكون ربحت شيئا من الدنيا، لكنني ربحت كثيرا من حبك أيتها البلاد الطاهرة.

إن كل لحظة فيك أحتسبها عند ربي سيلا من الأرباح الأخروية، وحتى ما كان من خطأ، فإنني أرجو فيه مغفرة وعفوا من رب كريم، منَّ علينا بالجلوس فيك، فعسى يكون ذلك سببا من أسباب نيل المطلوب من غفران الذنوب.

أحبك يا مكة
لكم وددت أن تكون نهايتي بك، 
لكم تمنيت أن تكون آخر أنفاسي فيك،
 لكم رجوت أن لا أخرج منك أبدا، لا أجد راحة لي في غيرك.

نعم نحب بلادنا، لكننا عشقناك بحب، بدين، بشوق، بلهفة، كأشد ما يكون الحب والشوق واللهفة للمحبوب.

أحبك .. ولا أرضى بك بدلا، منك إلى الجنان، بإذن الله الكريم المنان.


كمال اليماني مكة المكرمة بين الصفا والمروة ختام عمرة قبيل فجر يوم الجمعة الرابع من غرة ربيع الأول لعام 1433 هـ 27 يناير 2012م بتوقيت مكة المكرمة وما أروعها من بلد، وما أروعه من توقيت

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
تعريب وتطوير مدونة الفوتوشوب للعرب
مدونة كمال اليماني © 2010 | عودة الى الاعلى
Designed by Chica Blogger