2
علامات الحب (الحب والكرامة)
التسميات:
كلام في الحب
علامات الحب
• (الحب والكرامة)
المحب لا أنف له ولا أنفة
هاتان علامتان متلازمتان لذا سنعرضها مرة واحدة. وسامحونا على الإطالة ولكن لا يمكن الاختصار أكثر من ذلك،، فخذوا راحتكم بالقراءة ثم أعطوني رأيكم.
والأنف هي رمز الكرامة والكبرياء، والأنفة شعور بالتقزز والتحرج، بمعنى أنه لا كرامة بين المحبين الصادقين،، وأقول الصادقين الذين بلغوا تمام الحب، وليس هؤلاء الذين يزعمون المحبة ثم مع أول خلاف أو إساءة كلٌ يقول كرامتي وكبريائي .. الخ.
ومن ثم تضيع حياة مضت بالحب – كما زعموا – مع أول محك أو موقف، وهذه هي نهاية كل حب تكون الفلسفة والكبرياء بعض عناصر وجوده ؛ لأنه حينما يكون هناك حب حقيقي , متبادل , فإن الكبرياء يحرص على الحب , ويقدم له التنازلات حتى لا يضيع , وحتى يبقيان معاً ... ويبادل الحبُ الكبرياءَ , فيغذيه , حتى يبقى الكبرياء عالياً , متألقاً على قمة مشاعر الحب ... وليحافظ على المحب من هزيمة نفسه ...
وقديما قالوا:
اخضع وذل لمن تحب فليس في....حكم الهوى أنف يشال ويعقد
وقد ذكر ابن القيم كلاما في ذلك عندما تكلم عن ذل العبودية في مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين فذكر مراتب ومنها :
المرتبة الثالثة ( وهذا هو الشاهد من الكلام )... ذل المحبة فإن المحب ذليل بالذات وعلى قدر محبته له يكون ذله
فالمحبة أسست على الذلة للمحبوب كما قيل
اخضع وذل لمن تحب فليس في % حكم الهوى أنف يشال ويعقد
وقال آخر
مساكين أهل الحب حتى قبورهم % عليها تراب الذل بين المقابر الخ كلامه رحمه الله.
وقال في موضع آخر معلقا على معنى البيت:
اخضع وذل لمن تحب فليس في حكم الهوى أنف يشال ويعقد
يقول ابن القيم: والمراد أن تهب إرادتك وعزمك وأفعالك ونفسك ومالك ووقتك لمن تحبه، وتحبسها في مرضاته ومحابه، فلا تأخذ لنفسك منها إلا ما أعطاك، فتأخذه منه له .
سبحان الله.. حتى الذي آخذه من المحبوب ،، أخذته له لا لنفسي.
ويقول قائلهم:
سنّة العشاقِ واحدةٌ .. فإذا أحببتَ فاستكِنِ!
فقد جرت أخلاق العشاق ( أنا لا أحب لفظ العشق وإنما ذكرته لأنه نص منقول ) في القديم والحديث - عدا العاشق المستكبر - على التذلل للمحبوب والتقرُّب الوديع إليه بلا حساسية ولا استكبار، ولم يروا في ذلك خدشاً للكرامة ولا نقصاً في الرجولة، لأن ذلك من آداب العشق، ومن حقوق الحبيب، ومن طبيعة العاشقين في كل زمان ومكان.
حتى الأعراب - وهم أهل أنفة وكرامة - فإنهم يستثنون من تلك الأنفة الحب وأهله.. فيقولون:
"للحبيب أن يتدلّل.. وعلى المحب أن يتذلل"!
ويقول مَن جرب منهم:
إن الهوى هو الهوانُ نُقصَ اسمُهُ فإذا هَوَيتَ فقد لَقيتَ هوانا
وإذا هَوَيتَ فقد تعبَّدَكَ الهوى فاخضع لإلفك كائناً من كانا
والمحبون - في العادة - راضون بذلهم للحبيب:
قالوا عهدناكَ ذا عِزّ فقلتُ لهم لا يعجب الناس من ذل المحبينا
لا تنكروا ذلة العشاق إنَّهُمُ مستعبدون برقِّ الحب راضُونا
ويقول محمد بن داود الأصبهاني الذي ألف كتاباً كبيراَ عن هذا الأمر : (التذلل للحبيب من شيم الأديب).
أما صاحب كتاب (طوق الحمامة) فيقول: "حضرتُ مقام المعتذرِين بين أيدي السلاطين، ومواقف المتهمين بعظيم الذنوب مع المتمردين الطاغين، فما رأيت أذل من موقف محبّ هيمان بين يدي محبوبٍ غضبان!"
وهشام بن الحكيم - وكان من أكثر الناس أنفةً - يقول:
(في الحب يصبح المحب عبداً مملوكاً ويخضع لمحبوبه).
حتى المتنبي الذي لا يكاد يرى أحداً من الناس غطرسةً واستكباراً، يقول:
تذلّل واخضع على القرب والنوى فما عاشقٌ من لا يذلُّ ويخضع!
وبهذا يتحقق أنه لا كرامة بين المحبين، نعم من الممكن أن نقول تنازل من طرف إلى طرف آخر؛ لأن المحبين لا يعرفون مصطلحات الكرامة والمهانة وما شابه.
وسنضرب على ذلك مثالا رائعا من حياة الصحابة ولكن بعد أن نعطي مثالا رقراقا من حياتنا على الأنفة واضح بين جدا، وكل منا يراه، ولكن قد لا يُلتفت إليه،،
ألا وهو ذلك الموقف الذي يكون فيه الولد الصغير على يد أمه فيصدر منه ما تتقزز منه نفس من تراه، إلا هذه الأم، مع وقوع ضرر فعله على نفسها وملابسها، فانظر لردة فعلها، تأخذه وتغسله وهي تقبله، وتحنو عليه، بل قد تشمه من تلك المواضع،،،، سبحان الله،،،،
في حين أنه إذا كان نفس الفعل من غيره من الصغار كولد أختها مثلا، فإنها تتقزز منه، وتسرع للتخلص من آثار فعلته، وإذا قامت على تطهيره كان ذلك بحرص منها،،، سبحان الله ،،
فما الذي تغير؟؟ الفعل من الطفلين واحد، وكلاهما مشترك في نفس القذر، ومشترك في عدم قصده،، وإنما الذي تغير هو رد فعلها هي !!
إنه الحب الطاغي لولدها وحبيبها على غيره،، فكان كما قال الشاعر:
ويقبح من سواك الفعل عندي ... وتفعله فيحسن منك ذاكا
وقال آخر:
فلو تفلت في البحر والبحر مالحٌ ... لأصبح البحر من ريقها عذب
حقا .. إنه الحب يعمي ويصم
بل قال أحدهم: ( شعر نبطي )
وايش يسوى المسك وابو المسك من ريحة عرقها
ومن منا لا يتقزز من ريحة العرق؟ حتى يصل الحال لتفضيله على المسك وابوه؟!!
إنه الحب الذي يعمي ويصم،، يعمي ،، عن رؤية عيوب المحبوب،، ويصم عن سماع العيوب التي فيه من كل من حوله من الناصحين.
ولنذهب الآن لبيت القصيد،،، وهو المثل الذي وعدنا به من حياة الصحابة على هذه العلامة،،
روى البخاري وأحمد - من طريق عبد الرزاق - من حديث صلح الحديبية أنه لما جاء عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ ليفاوض رسول الله ثم رجع لقومه فقال: أَيْ قَوْمِ وَاللَّهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِيِّ وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللَّهِ إِنْ يَتَنَخَّمُ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ.
انظر ،،، وَمَا تَنَخَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ.كلنا يعرف النخامة،، هل تقدرون؟؟
أرأيتم؟ كيف بلغ صدقهم في محبته صلى الله عليه وسلم؟ أليسوا عربا؟ أليسوا أهل كرامة وإباء وأنفة وتأفف؟ ولكن هو الحب الصااادق.
الحب الذي أنساهم الدنيا بما فيها،، بما تقبله ومالا تقبله النفوس، واقبلوا بقلوبهم إلى الذي تنبض به عروقهم نحو أجل محبوب من الناس صلى الله عليه وسلم. ليعلنوا للزمان كله أنهم هم المؤمنون حقا، المحبون صدقا، أفضل الأصحاب، لأفضل نبي، لأفضل أمة، فرضي الله عنهم وأرضاهم. بل وصل بهم الحال أن تمنوا الموت بعده كما تمنوه في حياته
وهم يدافعون عنه قال حسان رضي الله عنه:
فَلَيْتَنَا يَوْمَ وَارَوْهُ بِمُلْحِدِهِ ... وَغَيّبُوهُ وَأَلْقَوْا فَوْقَهُ الْمَدَرَا
لَمْ يَتْرُك اللّهُ مِنّا بَعْدَهُ أَحَدًا ... وَلَمْ يَعِشْ بَعْدَهُ أُنْثَى وَلَا ذَكَرَا
أرأيتم ؟ كيف انطبقت هذه العلامة عليهم وبقوة؟!
جزى الله أصحاب النبي محمدٍ ... جميعا كما كانوا له خير صاحبِ
فهذه علامة،،، فإذا أردت أن تعرف صدقك في محبته صلى الله عليه وسلم فاعرض نفسك عليها، فإن تجاوبت معها، وإلا فأنت من المدعين.
ولن أتركك تبحث عن موقف تثبت به هذه العلامة، بل سأعطيك ما يناسب مقامنا هذا، حديثا له صلى الله عليه وسلم لتنظر ما هي درجة حبك؟
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ ثُمَّ لِيَطْرَحْهُ فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ شِفَاءً وَفِي الْآخَرِ دَاءً ". صحيح البخاري .
ولما سمع هذا الحديث أقوام ممن ادعوا المحبة قال بعضهم: وع، والبعض الآخر قال: ما هذا القرف؟ بل ذهب بعضهم لتكذيب الحديث رغم أنه كما رأينا في صحيح البخاري، أصح كتاب بعد كتاب الله كما قال أهل العلم. فاوزن مقدار حبك. ووالله أنا شخصيا كلما تكرر موقف هذه الذبابة مسكتها وغمستها – تقول بيني وبينها ثأر أقول لها أخرجي اللي شربتيه - .
والأمر هين ولكنه فقط على المحبين،، ومالي لا أطيعه وهو أعلم بمصلحتي من؟ وأنقذنا الله به من النار في الآخرة ، وعصم به لنا أرواحنا وأبداننا وأعراضنا وأموالنا وأهلينا وأولادنا في العاجلة ، وهدانا له.
نعادي الذي عادى من الناس كلهم بحق ولو كان الحبيب المصافيا
صلى الله عليه وسلم

0
علامات الحب .. أنانية المحب
التسميات:
كلام في الحب
علامات الحب .. أنانية المحب
وهي باختصار: حب التفرد بالمحبوب، وذلك نابع من حب الذات الذي جبل عليه الإنسان. وهي في الحب صفة محمودة مذمومة.
وفي نظري ..
أن الأنا (نيةٌ) متوفرة في المحب، فهو من يوم أن يحب محبوبه، ويتوغل حبه في قلبه، فهو لا يرى حقا لأحد أن يشاركه في شيء مما يخص محبوبه.
فهي نيةٌ أن لا يسمح لمحبوبه بأن يبستم إلا معي (أنا)
ولا يلهو ولا يلعب ولا يفرح ولا يحزن إلا معي (أنا)
بل لا ينبغي أن تكون سكناته وحركاته وهمساته إلا لي (أنا)
فالــ (أنا) (نية).
وهي (أنا) غير محمودة في الحب على وجه العموم، بل هي آفة مدمرة للحب، وقاتلة له. خاصة إذا كانت لمحبوب لا يخص الحبيب وحده حبَّه، بل حبه حق لكل محب، بحيث يسمح في ذلك الحب المشترك بالتعايش وسعة الأفق.
فإن على المحب لمحبوب عام أن تكون أنانيته محمودة غير مذمومة، بناءة للحب لا قاتلة له، عليه أن لا يبالي بمن كان سابقا له في قلب محبوبه، عليه أن لا يعنيه أن يكون أولا أو ثانيا أو حتى عاشرا في قلب محبوبه، وليكفه أن قلب محبوبه قد اتسع له.
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السّلَاسِلِ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ. قُلْتُ: مِنْ الرِّجَالِ؟ قَالَ: أَبُوهَا. قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: عُمَرُ. فَعَدَّ رِجَالًا فَسَكَتُّ مَخَافَةَ أَنْ يَجْعَلَنِي فِي آخِرِهِمْ.
إن عمرو بن العاص، الذي كان من شدة حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستطع أن يرفع عينه في عين النبي حبا وإجلالا له، لدرجة أنه لو سئل أن يصفه لما استطاع.
حرص رضي الله عنه أن يكون هو الأول في قلب حبيبه، لكن قلب حبيبه كان قد سبقه إليه محب آخر، فارتضى أن يكون ثانيا بل ثالثا، لكنه مسبوق في ذلك، فما كان منه إلا أن قبل ورضي مع حب وتقدير لمن سبقوه.
إنهم كانوا يحبونه صلى الله عليه وسلم حبا فاق كل وصف، وتمكن هذا الحب من شغاف قلوبهم، حتى صدقت عليهم كل علامات الحب، بل كانوا هم حجة على الحب وعلاماته.

0
علامات الحب (الاشتياق)
التسميات:
كلام في الحب
علامات الحب
الاشتياق
الاشتياق
عبق أيام ولحظات مضت، أنَّاتٌ وآهات، دموع وابتسامات، سفر قلب الحبيب إلى قلب المحبوب الغائب، سفر عبر نسيم الزمن، هو نار تحرق القلب لوعة، سكين طاعن، دخان يكتم الأنفاس، أحاسيس مؤلمة لقلب الحبيب، إحساس كإحساس الأرض العطشى للماء، وإحساس كإحساس طفل يتألم لفقده أمه.. وما أقساها من أحاسيس.
قال بعض المشتاقين:
أشتاق إليك كل يوم أكثر من ذي قبل .. حتي إذا لقيتك وتلاقت أعيننا .. عرفت أن الشوق إليك الآن أكثر من أي شوق قبله.
وقال آخر:
بِنْتُم وبنَّا فما ابتَلَّت جوانحنا ... شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
تكاد حين تناجيكم ضمائرنا ... يقضي علينا الأسى لولا تأسِّينا
إن كان قد عزَّ في الدنيا اللقاء ففي ... مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا
ويقول المتنبي:
ولي فؤاد إذا طال العذاب به .. هام اشتياقا إلى لقيا معذبه
وقال الصادقون في حبه:
كُلُّ القلوب إلى الحبيب تميلُ ... ومعي بهذا شاهدٌ ودليـــلُ
أما الدليلُ إذا ذكرت محـمداً ... صارت دموعُ العارفين تسيلُ
كان شوقهم إليه صلى الله عليه وسلم عظيماً، هذا ثوبان
مولاه كان قليل الصبر عنه، يشتاق إليه كل يوم، جاءه يوماً وقد رأى في وجه تغيراً فقال صلى الله عليه وسلم: (ما غير لونك) ؟ فقال: يا رسول الله ما بي من مرض ولا وجع غير أني إِذا لم أرك اشْتقت إِلَيْك وَاسْتَوْحَشْت وَحْشَة شَدِيدَة حَتَّى أَلْقَاك، ووالله إنك لأحب إلي من نفسي وأهلي وولدي، وإني لأكون في البيت، فأذكرك فما أصبر حتى آتيك، فأنظر إليك، وإذا ذكرت الآخرة عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك !
فنزل قوله تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ).
وكان خالد بن معدان لا يأوي إلى فراشه إلا ويذكر شوقه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن مضى من أصحابه وآله ويقول : هم أصلي وفصلي، وإليهم يحنّ قلبي، طال شوقي إليهم.
عن زيد بن أسلم قال: خرج عمر ليلة يحرس الناس فرأى مصباحا في بيت، وإذا عجوز تنفش صوفا وتقول:
على محمد صلاة الأبرار
صلى عليه الطيبون الأخيار
قد كنتَ قوَّاما بُكاً بالأسحار
يا ليت شعري والمنايا أطوار
هل تجمعني وحبيبي الدار
تعني النبي صلى الله عليه وسلم. تمنت العجوز أن يجمعها الله بحبيبها في الجنان، فتأثر عمر بمناشدتها وبكى وطلب منها قائلا: وعمرَ لا تنْسيْه يرحمُكِ الله، فقالت:
وعمر فاغفر له يا غفار
إنهم محبون عاشقون ملأ الشوق قلوبهم، لا يكتحل لهم جفن إلا بالنظر إلى محياه والجلوس معه صلى الله عليه وسلم.
شوق لكم شق الضلوع معانقا ... مسرى البيان ومسرح الإلهام
ما كنت أكتم حبكم، وهواكم ... متمكن في مهجتي وعظامي
إن لم يكن حبي لجيرة أحمد ... فلمن تكون مودتي وغرامي؟
وبلال رضي الله عنه لما احتُضر نادَت امرأتُه: وا ويلاه، وا حزناه، فنادى هو قائلاً: "وا فَرحاه، واطرباه، غدًا نلقى الأحبّة، محمّدًا وحِزبه".
دَفَعَ بلال شدة حرارة الموت، وحزْنَ زوجته على فراقه بحرارة الشوق إلى لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يحن الجذع من شوق إليك
ويذرف دمعه حزنا عليك
فما لي لا يحن قلبي إليك
ومُنايَ أن أُقبل مقلتيك
وأن ألقاك في يوم المعاد
وينعم ناظري من وجنتيك

3
إنه الحب
التسميات:
كلام في الحب
إنني حينما أعرف الحياة، أعرفها به، وحينما أنكرها، أنكرها لعدم وجوده بها، يا له من روح جميلة تهب للحزن سعادة، وللسعادة بهجة وأنسا، وتضفي ماء على القلوب الميتة فتحيا أغصانها، وتورق أشجارها، وتنبت ورودها.
به العيون تمتلأ صفاء ونقاء، به النفوس هادئة، مستمتعة بكل ما بكونها من حولها، مسامحة، كريمة، تعفو وتغفو، ترتفع للثريا، تتجاوز المحن والمواقف.
به يتحول الغادر إلى نبيل، يعرف أسمى معاني التضحية كل أناني، لا يعود الشحيح شحيحا، يستوثق قلب الشاك، يهيج قلب الخائن أمانة.
لا يحل مكانه أقرب الصفات إليه .. العطف والحنان، يقف على من يعرفه ويشتريه، لكنه لا يقف على من باعه.
فهو منفرد على قلوب من ذاقته، يتسيدها بكل قوة، مع لين ورقة، تسمو به التضحية، تقتله الأنا، تبهجه نحن، تحزنه أنت، تذبحه الإضافة، يبيده العزل، يكره أن يكون بديلا.
قلة حروفه لم تمنعه من أن تكثر معانيه، وتكثر الجمل حوله وفيه، منه وإليه تبدأ وتنتهي الرحلات، عنه وعليه الحديث في الليالي السامرات.
دمعاته عذبة، بهجاته مرة، اطمئنانه خوف، وخوفه حتف، عدوه العقل، حليفه الجنون.
إنه ماء الحياة وروحها .. إنه الحب.

0
أنا سوري
التسميات:
نزف الحروف (شعر)
أنا سوري
هعيش الحلم حرية
واموت وأنا صادق النية
ما انا سوري
وهبتك روحي يا وطني
وهبتك منزلي وسكني
وهبتك أمي وابويا
وزوجتي وبنتي واخويا
ده أنا سوري
ومهما اخواني باعوني
وغضوا الطرف عن عوني
أنا مش هنسى موقفهم
ولا هطلب أنا عونهم
ما أنا سوري
رجائي كله من ربي
يثبتني على دربي
وينصرني أنا وحزبي
ويربط دوم على قلبي
واموت واقف وانا سوري

0
غزة .. رمز العزة
التسميات:
نزف الحروف (شعر)
لك النصر والتمكين والعزة
ولنا انكسار !
أيا غزة
الرأس منك في خضوع
والعين منك في خشوع
والنفس مهتزة
وبها انبهار!
الكل خان
الكل قال أحبكِ
الكل كذابٌ جبان
لا حب إلا بانتصار!
ها هم يلعبون
ويمرحون
ويفرحون
وكأنه لم تستباح لهم ديار!
أولم يروا صورًا لأطفالٍ ضغار ؟
طفلٌ يموت .. وآخر يرثيه .. وثالثٌ يبكيه .. ورابعٌ يحلف له بالثار !
أولم يروا تلك الفتاةَ؟
وأمها صرخاتها لهبٌ ونار !
لن يدركوا ما حلَّ إلا
أن يقام لهم حصار
أن تخرب الأعمار
أن تهتك الأستار!
فليخذلوكِ
يبقى الأمل:
في الذي فيه الأمل لا ينقطع
يبقى الرجا:
في الذي ما خاب فيه من استجار!

0
كلام الناس
التسميات:
خواطر بها أخاطر
- كلام الناس
- إذا تكلم فيك أحد،، فاذكر أنهم تكلموا في نبي الله موسى وقالوا: به برص لأنه ترك الاستحمام أمامهم حياء (فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها).
- إذا تكلم فيك أحد،، فاذكر أنهم تكلموا في نبي الله لوط وقالوا: فعل بابنتيه، لأنه تطهر من أفعالهم الدنيئة (وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) عجيب.. الطهر أصبح عيبا يستحق الطرد عندهم!!.
- إذا تكلم فيك أحد،، فاذكر أنهم تكلموا في مريم عليها السلام وقالوا: زنت، لأنها بتول عفيفة كرمها الله بولد بلا زوج.
- إذا تكلم فيك أحد،، فاذكر أنهم تكلموا في نبي الله عيسى عليه السلام وقالوا: ولد زنا، وابن الإله، وإله.
- إذا تكلم فيك أحد،، فاذكر أنهم تكلموا في نبينا محمد وكذلك سائر الأنبياء وقالوا: ساحر، شاعر، كذاب أشر، مجنون الخ (وكذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون، أتواصوا به؟ ) وكأنهم تآمروا على ذلك.
- إذا تكلم فيك أحد،، فاذكر أنهم تكلموا في عائشة أم المؤمنين الطاهرة المطهرة المبرأة من فوق سبع سماوات (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين).
- إذا تكلم فيك أحد،، فاذكر أنهم تكلموا في أفضل الناس بعد الأنبياء وهم أصحاب الحبيب محمد وكفروهم .
- إذا تكلم فيك أحد،، فاذكر أنهم تكلموا في رب العزة جل شأنه وقالوا: فقير ونحن أغنياء ، وقالوا: يد الله مغلولة، وقالوا: له ولد
من مريم عليها السلام، وقالوا: ثالث ثلاثة، وقالوا ، وقالوا،،،،،،،،،
= والنتيجة،،
(فأما الزبد فيذهب جفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)، تنبح الكلاب والقافلة تواصل سيرها وهم يتعبون حناجرهم حتى لم يعد لهم ما ينبحون به.
- نعم، فقد مات الحاقدون وبقي ذكر الأنبياء والصالحين وأهل الفضل،، وفوق ذلك فالله هو الحق، وهو العلي الكبير، وما عداه فهو الباطل ولا شأن للباطل.
فإذا تكلم فيك أحد بباطل فكن جبلا من اليقين لا تهزه رياح الشك، وتذكر كل ما أسلفتُ لك وكن هادئ البال وقل:
تنكرَ لي خصمي ولم يدر أنني ،،، أعَزُّ وأحداثُ الزمان تهونُ
فبات يريني الخصمُ كيف عُتوِّوهِ ،،، وبِتُّ أُريه الصبرَ كيف يكونُ
،،،

0
هكذا .. وهكذا
التسميات:
خواطر بها أخاطر
- تآخيا في الله ، ثم صارت بينهما فجوة، ففضح كل منهما الآخر، فهكذا كانوا ( وإذا خاصم فجر )
واختلف الإمام أحمد مع إسحاق بن راهويه فكان الإمام أحمد يقول: " ما عبر الجسر إلينا أفضل من إسحاق، وإن كنا نختلف معه في أشياء؛ فإنه لم يزل الناس يخالف بعضهم بعضا ".
وهكذا ينبغي أن نكون.
- تزوجا فكانا أسعد زوجين ثم اختلفا لسبب تافه، فقالت: كان به، وقال: كان بها، فهكذا كانوا مخالفين قوله جل شأنه ( ولا تنسوا الفضل بينكم )
وأراد بعض السلف تطليق زوجته بعد اختلافهما فسأله أحدهم لما تريد تطليقها؟ فقال: ما كنت لأفضح زوجتي،، فلما طلقها عاد إليه وسأله: الآن لم تعد زوجتك
فأجبني لما طلقتها ؟ فقال: مالي وزوجة غيري؟
وهكذا ينبغي أن نكون.
- عرفوه صالحا، كثير الطاعات، ثم وجدوه على ذنب ففضحوه وهجروه، فهكذا كانوا مطففين، والله يقول : ( ويلٌ للمطففين )
بينما ابن المسيب يقول: " ما من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تُذكَر عيوبه، فمن كان فضله أكثر من نقصه، وهب
نقصه لفضله ".
وهكذا ينبغي أن نكون.
إخواني وأخواتي ...
قد يتغير الزمان، قد يتغير الأشخاص، قد ،، وقد ،، ولكن تبقى المبادئ قيم راسخة ثابتة، فإذا نابك موقف فارجع لهم وانظر كيف كانوا، وهكذا ينبغي أن تكون.

2
ولم يقل يا محمد
التسميات:
خواطر بها أخاطر
ولم يقل يا محمد
المتتبع لآيات القرآن يجد شيئا عظيما يدل على عظم فضل نبيا وكرامته عند ربه عز وجل، فمن يقرأ من سورة الفاتحة إلى سورة الناس يجد الله يقول: ( يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ... )، وغيرها، ويقول: ( يا نوح اهبط بسلام... )، ويقول: ( يا إبراهيم أعرض عن هذا... )، ويقول: ( يوسف أعرض عن هذا ... )، ويقول: ( يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك... )، ويقول: ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض .. )، ويقول: ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة ... )، ويقول: ( يا زكريا إنا نبشرك بغلام ... )، ويقول: ( يا موسى أقبل ولا تخف ... )، ويقول: ( يا لوط إنا رسل ربك ... )،،،،،،،،،،
ولكن
لم يقل يا محمد !!!
لماذا؟؟
هل لم يكلمه ربه أو لم يناده ؟؟
لا والله بل ناداه، ولكن كرمه في النداء زيادة على غيره من الأنبياء فلم يناده باسمه المجرد مثلهم، لأن الاسم المجرد لا يدل على وصف أو معنى زائد، فلما أراد سبحانه مخاطبة نبينا عليه الصلاة والسلام قال: ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا )، وقال: ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك ...) ناداه بالنبوة والرسالة، صفتان عظيمتان.
بل ونهى سبحانه عن مناداته صلى الله عليه وسلم باسمه المجرد كما ينادي بعضنا بعضا فقال: ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا .. )، فلا تقل يا محمد، ولا يا أبا القاسم، بل قل: يا رسول الله،، يا نبي الله.
وفي باب الإخبار عنه صلى الله عليه وسلم - ومعلوم أن باب الخبر أوسع من باب الطلب ( أي لا يجوز الطلب بــ يا محمد،، ولكن يجوز أن تخبر بقولك : قال محمد ) - ففي هذا الباب أيضا لم يذكر اسمه مجردا عن الرسالة فقال سبحانه: ( محمد رسول الله .. )، ( وما محمد إلا رسول .. )، وإذا أخبر سبحانه عن نبيه بدون ذكر اسمه أخبر عنه بأعلى وأشرف مقام وهو العبودية ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ... )، ( فأوحى إلى عبده ما أوحى ).عبده هو، فيا له من شرف! وأي شرف وتكريم وتعظيم بعد هذا ؟؟
تالله ما حملت أنثى ولا وضعت * مثل الرسول نبي الأمة الهادي
صلى الله عليه وسلم
انظر .. عظمه ربه وكرمه، فأين أنت من ذلك أيها المحب ؟.
هذا مما راق لي، وأوقفت قلمي عند هذا الحد رغما عنه، وإلا لطال المقام.
أحبك .. يا رسول الله
المتتبع لآيات القرآن يجد شيئا عظيما يدل على عظم فضل نبيا وكرامته عند ربه عز وجل، فمن يقرأ من سورة الفاتحة إلى سورة الناس يجد الله يقول: ( يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ... )، وغيرها، ويقول: ( يا نوح اهبط بسلام... )، ويقول: ( يا إبراهيم أعرض عن هذا... )، ويقول: ( يوسف أعرض عن هذا ... )، ويقول: ( يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك... )، ويقول: ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض .. )، ويقول: ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة ... )، ويقول: ( يا زكريا إنا نبشرك بغلام ... )، ويقول: ( يا موسى أقبل ولا تخف ... )، ويقول: ( يا لوط إنا رسل ربك ... )،،،،،،،،،،
ولكن
لم يقل يا محمد !!!
لماذا؟؟
هل لم يكلمه ربه أو لم يناده ؟؟
لا والله بل ناداه، ولكن كرمه في النداء زيادة على غيره من الأنبياء فلم يناده باسمه المجرد مثلهم، لأن الاسم المجرد لا يدل على وصف أو معنى زائد، فلما أراد سبحانه مخاطبة نبينا عليه الصلاة والسلام قال: ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا )، وقال: ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك ...) ناداه بالنبوة والرسالة، صفتان عظيمتان.
بل ونهى سبحانه عن مناداته صلى الله عليه وسلم باسمه المجرد كما ينادي بعضنا بعضا فقال: ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا .. )، فلا تقل يا محمد، ولا يا أبا القاسم، بل قل: يا رسول الله،، يا نبي الله.
وفي باب الإخبار عنه صلى الله عليه وسلم - ومعلوم أن باب الخبر أوسع من باب الطلب ( أي لا يجوز الطلب بــ يا محمد،، ولكن يجوز أن تخبر بقولك : قال محمد ) - ففي هذا الباب أيضا لم يذكر اسمه مجردا عن الرسالة فقال سبحانه: ( محمد رسول الله .. )، ( وما محمد إلا رسول .. )، وإذا أخبر سبحانه عن نبيه بدون ذكر اسمه أخبر عنه بأعلى وأشرف مقام وهو العبودية ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ... )، ( فأوحى إلى عبده ما أوحى ).عبده هو، فيا له من شرف! وأي شرف وتكريم وتعظيم بعد هذا ؟؟
تالله ما حملت أنثى ولا وضعت * مثل الرسول نبي الأمة الهادي
صلى الله عليه وسلم
انظر .. عظمه ربه وكرمه، فأين أنت من ذلك أيها المحب ؟.
هذا مما راق لي، وأوقفت قلمي عند هذا الحد رغما عنه، وإلا لطال المقام.
أحبك .. يا رسول الله

0
ثلاث رؤى
التسميات:
خواطر بها أخاطر
أحب
الحرية المطلقة، التي لا يقيدها شيء، دامها في مظلة شرع الله، ولا يقل أحد
أنها بدخولها في مظلة الشرع صارت مقيدة، لا والله، فالشرع لا يقيد
الحريات، وإنما ينقيها ويهذبها ويسمو بها.
وإن الذين جعلوا قاعدة حريتهم هي خلع ثيابهم تمردا وعنادا على مجتمعاتهم، فهم في الحقيقة ليسوا أحرارا، بل صاروا عبيدا بلا كرامة، ولكنهم لم يعودوا عبيدا لخالقهم بكل رقي، وإنما تركوا عبادته وأصبحوا عبيدا لشهواتهم وأفكارهم وأسيادهم. فصاروا أذل عبيد.
عبادة رب العباد ترفع قيمة العبد، وانظروا للشيطان (كان من الجن ..) فرفعه الله بحسن عبادته لدرجة الملائكة المقربين، ولكنه تمرد على هذه العبادة (ففسق عن أمر ربه) فطرد من درجة الرقي شر طردة (مذءوما مدحورا) هو ومن تبعه.
وإنما أوتي الشيطان ومن معه من قبل سوء طويتهم ونيتهم، وإلا، فالله أكرم من أن يمن على عبد بصدق ثم ينزعه إياه.
وإن الذين جعلوا قاعدة حريتهم هي خلع ثيابهم تمردا وعنادا على مجتمعاتهم، فهم في الحقيقة ليسوا أحرارا، بل صاروا عبيدا بلا كرامة، ولكنهم لم يعودوا عبيدا لخالقهم بكل رقي، وإنما تركوا عبادته وأصبحوا عبيدا لشهواتهم وأفكارهم وأسيادهم. فصاروا أذل عبيد.
عبادة رب العباد ترفع قيمة العبد، وانظروا للشيطان (كان من الجن ..) فرفعه الله بحسن عبادته لدرجة الملائكة المقربين، ولكنه تمرد على هذه العبادة (ففسق عن أمر ربه) فطرد من درجة الرقي شر طردة (مذءوما مدحورا) هو ومن تبعه.
وإنما أوتي الشيطان ومن معه من قبل سوء طويتهم ونيتهم، وإلا، فالله أكرم من أن يمن على عبد بصدق ثم ينزعه إياه.
2
إنني ألوم على الآباء وبعض أولياء الأمور، تجدهم يقتلون أبناءهم حتى يصلوا بهم لأشد مراحل العند (الكفر)، بسبب شيء يحصل من الأبناء تقصيرا أو غفلة، فتجد الأب أقسى ما يكون على بنيه، في حين تجده ألين وأرق ما يكون مع فاعل نفس الأفعال، وربما أشد، لكن مع غير بنيه،، أيها الحنون .. ولدك وبنتك أولى برقتك ولينك.
إنني ألوم على الآباء وبعض أولياء الأمور، تجدهم يقتلون أبناءهم حتى يصلوا بهم لأشد مراحل العند (الكفر)، بسبب شيء يحصل من الأبناء تقصيرا أو غفلة، فتجد الأب أقسى ما يكون على بنيه، في حين تجده ألين وأرق ما يكون مع فاعل نفس الأفعال، وربما أشد، لكن مع غير بنيه،، أيها الحنون .. ولدك وبنتك أولى برقتك ولينك.
3
ليس معنى أن يخطئ المرء أنه ينبذ ويقتل ويرمى لسهام الناس ومجتمعاتها، قرأنا كثيرا عن سارقين، وزناة، وقتلة في أفضل العهود والقرون، لكننا لم نسمع أبدا عن من عايرهم بعد توبتهم أو ندمهم، ولم نسمع من أسكتهم يوما بحجة أنهم أخطأوا.
العجب كل العجب.. أن يكون التائب صاحب فخر (فرح الله بتوبته) ويجعله الناس صاحب مذلة وعار!! كيف يفرح الله بتوبته ويرضاها وترفضها أنت يا من على مثل شاكلته!!!
أيها التائب .. لا تكن في حيرةٍ بين قبول الله توبتك، وبين رفض الناس لها،، يكفيك ربك.
هي خواطر.. اجتمعت على قلبي بعد سلسلة من قراءةٍ لبعض الموضوعات والمدونات والأخبار اليوم،، أكتبها لنفسي ولكم، فما أعجبكم فشاركوني فيه، وما أزعجكم فقوموني. والمرء بإخوانه كثير.
ليس معنى أن يخطئ المرء أنه ينبذ ويقتل ويرمى لسهام الناس ومجتمعاتها، قرأنا كثيرا عن سارقين، وزناة، وقتلة في أفضل العهود والقرون، لكننا لم نسمع أبدا عن من عايرهم بعد توبتهم أو ندمهم، ولم نسمع من أسكتهم يوما بحجة أنهم أخطأوا.
العجب كل العجب.. أن يكون التائب صاحب فخر (فرح الله بتوبته) ويجعله الناس صاحب مذلة وعار!! كيف يفرح الله بتوبته ويرضاها وترفضها أنت يا من على مثل شاكلته!!!
أيها التائب .. لا تكن في حيرةٍ بين قبول الله توبتك، وبين رفض الناس لها،، يكفيك ربك.
هي خواطر.. اجتمعت على قلبي بعد سلسلة من قراءةٍ لبعض الموضوعات والمدونات والأخبار اليوم،، أكتبها لنفسي ولكم، فما أعجبكم فشاركوني فيه، وما أزعجكم فقوموني. والمرء بإخوانه كثير.

0
( سلـــطان الهــــمّ )
التسميات:
خواطر بها أخاطر
- في غمرة السعادة القاتلة، تأتيك الرياح بما لا تشتهيه سفنك المتجهة نحو شاطيء تستقر فيه، وليست هنا المشكلة، فهذه هي الحياة:
طبعت على كدر وأنت تريدها ... صفواً من الأقذاء والأكدار
ومكـلف الأيام غير طباعــــها ... متطلباً في الماء جذوة نار
فهي دنيا الكدر، ومن أراد الحياة بلا كدر فقد أرادها على غير طبيعتها، ورآها على غير صورتها، فهو مستظل بالخيال صاحب أوابد وأمثال، فر من اليقظة إلى المنام، ومن الحقائق إلى الأحلام.
- إنما المشكلة أن تكون رياح الهم ذات سلطان عليك، تحبطك، تقتلك، تثنيك عن طريقك، خاصة إذا كان هذا الهم خصما عنيدا حقودا، يتنكر لك ليل نهار، ولا يدري المسكين أن صبرك قاتله، وأنه بظلمه وعتوه وتنكره ما يزيدك إلا صبرا وثقة وجلدا:
تنكر لي خصمي ولم يدر أنني ... أعز وأحداث الزمان تهونُ
فبات يريني الخصم كيف عتوِّه ... وبِتُّ أريه الصبر كيف يكونُ
- إنني دائما أتمثل في مثل هذه المواطن بآيةٍ وبيت من جميل الشعر عندي، يقول جل من قائل: (.. فأما الزبد فيذهب جفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)، وهذه حقيقة لا جدال فيها.
ولله در محمد تهامي حين يقول:
ومهما نالت الأحداث مني ... سأبقى في مفاوزها أغني
أرد الهول عن دربي بكف ... لتفرغ كفي الأخرى وتبني
أعجبني أنه لم يتوقف ليرد الهول بكلتا يديه، وإنما واحدة ترد والأخرى تبني. ياله من ثبات.
- ومن جميل ما قرأت أيضا مما يعين على علو الهمة ضد سلطان الهم:
مالت الشمس للغروب وقالت ... في غرورٍ: أيها الكون من ينيرك بعدي
فأجابها المصباح وهو ضئيل ... في اعتزاز: لسوف أبذل جهدي
نعم، مع المحاولة شموخ الاعتزاز بجميل الصنع، من الصبر على نوائب الأيام، وإن أكبر عامل على الصمود هو محو ما يمضي من الذاكرة قدر المستطاع إن كان تذكره مثبطا محبطا، فقطع الأوراق الكئيبة من دفتر الحياة أفضل من الاحتفاظ بها والبكاء عليها، وهكذا الإخوان والأصحاب، قطع من لا يستقيم أمره، أفضل من الركون إلى ذكراه المؤلمة.
- يا سلطان الهمّ .. لست بقاتلي ولا بقادر على إذلالي، فابحث لك عن غيري، فأنا جذع لا ينحني.
يا ملجأ الفقرا، والأغنياء ومَنْ ... ألطافه تكشف الأسواء والضررا
أنت الكريم، وغفار الذنوب ومَنْ ... يرجو سواك فقد أودى وقد خسرا

0
أهواك يا مكة
التسميات:
خواطر بها أخاطر
أهواك يا مكة ،،
أهوى أرضك وسماءك،، زائريك وأبناءك،،
أحب نجوم سمائك .. وهي تزهو على كل نجوم الدنيا بأنها في سماك
شوارعك، حواريك، آآآهٍ منك.. أحب الحياة فيك،،
نغيب نغيب، ونلتقي فيك،،
نشتاق لبلادنا، فنبحث عنها في القرى، فنجدها تأتم بك يا أم القرى،،
كم ألهمتني جبالك،، كم ألهبني جلالك،، كم هان عندي حالي.. من سروري بحالك،،
أحب فيك زمزم،، وإن سألوني عن حبها، قلت لهم:
الحب عندي زمزم .. بل زمزم هي الحب
ولست بغيرها أطعم .. حبيبتي زمزم فحسب
أحب فيك المَقام والرُّكن .. وفي ساحاتك يحلو الجلوس والرَّكن
أحبك يا مكة
أحب تلك النسمات، أحب تلك الروائع، تلك الرياح التي تهب من أنفاس
الطائعين، حينما أكون بثوب أبيض طاهر، بمكان طاهر، بين أناس طاهرين، في تلك
اللحظات، وبتلك الثياب أتذكر يوم ميلادي، ويوم ميعادي.
أحبك يا مكة
حينما أكون بين أناس لا أعرفهم ولا يعرفونني، ليس بيني وبينهم نسب ولا
مصاهرة، ولا تجارة ولا بيع، وإنما نشترك بتجارة العبد مع مولاه.. وأنعم بها
من تجارة رابحة.
أحبك يا مكة
حينما تكون تلك الأنفاس كلها
صاعدة إلى سماء صافية، تعرج بها ملائكة كرام، إلى رب كريم، وأنعم به من رب
سبحانه. لا يرد عبدا دعاه ورجاه، وإن كان أعتى العباد وأطغاهم وأفسدهم. بل
يفرح به أشد ما يكون الفرح، هلم عبدي، من أتاني يمشي أتيته هرولة.
أحبك يا مكة
حينما أكون في حالة بها أتطهر من ذنوب لا يغفرها إلا رب العباد، وبين جنباتك تقرب مسافات الغفران.
أحبك يا مكة
حينما أهم بمعصية، فأذكر أنني بمكان طاهر، لا ينبغي فيه أن يعصي العبد ربه أشد من غيره من الأمكنة، حينها أكف عن معصيتي.
أحبك يا مكة
حينما تفتح لي مسافات الحب والتآلف بيني وبين إخواني.
حينما أكون في طاعة وأنتهي من أدائها، فأجد المهنئين والمباركين، والفرحين
وكأنهم هم من قاموا بتلك الطاعة. أحب تلك الفرحة، وذلك الإحساس.
أحبك يا مكة
حينما أجد نفسي مشتاقا لفرج هم، فاذكر أنني بمكان يسهل فيه أن يفرج عن
العبد المهموم، فيناجي المهموم مولاه، فاذهب إلى تلك البقاع الطاهرة، بيسر
وسهولة، فيالها من نعمة عظيمة. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
أحبك يا مكة
حينما أشتاق إلى الري، حينما أكون ظمئانا، فلا أجد ري أناملي إلا بزمزمك، بين جنباتك، فأذهب وأرتشف أجمل رشفات تروي ظمأ المحب.
أحبك يا مكة
حينما أكون محتاجا لنيل أمر ما، لكنني أحتاج لسبب قوي يعينني على ذلك، مع
يقين برب العباد، فأذهب إلى أطهر ما فيك، إلى أحب البقاع إلى رب البقاع،
إلى البيت الحرام، فأرفع يدي إلى رب رحيم رؤوف، فلا ترجع خائبة مكسورة.
أحبك يا مكة
حينما أحتاج أن أبكي، حينما أحس بأن قلبي يعلوه الصدأ، حينما أحس أنني أحتاج الجلوس مع من أخرج له ما بداخلي من هم وغم وشكوى وآلام.
حينما يحتاج قلبي إلى دمعات لا يمكن أن تكون راحتي إلا بتلك الدمعات،
فأرفع يدي من بقاع طاهرة، وأرض طاهرة، وأجواء طاهرة، إلى رب كريم، وأعلم
أنه لن يخيب ظني، ولن أرجع خائبا مكسورا، بل أثق كل الثقة بنيل ما أريد.
أحبك يا مكة
حينما أمشي بين جبالك، فأذكر ما كان عليه نبينا صلى الله عليه وسلم، ومن
معه من صحابة وصحابيات كرام أطهار أبرار، يخطون على تلك الصخور، لنشر ذلك
الدين العظيم، حينها: أحبك كثيرا كثيرا، فإن فيك أنفاس الطاهرين والطاهرات،
أنفاس أفضل جيل عرفته الدنيا، وأفضل رسول صلى الله عليه وسلم.
أحبك يا مكة
حينما يجتمع معك وأنت المكان الطاهر، زمان طاهر، بل أزمنة طاهرة، فيها
صيام وصلاة وقيام وتلاوة واعتمار وحج وصدقة وزكاة وذبح لرب العباد، فأي نعم
تضاهي تلك النعم.
أحبك يا مكة
كم شدتني تلك الضحكات
والبسمات، في تلك الساحات، حينما يلهو ويلعب ويرتع أطفال هم من البراءة
بمكان، حينما أجد في أعينهم وصدورهم وأحاسيسهم وأفعالهم كل أمن وأمان. كل
روح، كل فرح، كل ريحان.
حينما أجد ابتسامتهم في ذلك المكان غير ابتسامتهم في أي مكان سواه.
حينما أجد كل أمل في الدنيا ينبعث من أعينهم.
حينما يكونوا في روح ولعب لا يكونوا في مثله بمكان آخر.
أحبك يا مكة
حينما أشتاق لسماع أفضل كلام، كلام رب العالمين، على تلاوة وصوت ندي،
بأروع تلاوات، وأبدع أصوات تهز القلب هزا، تخرج ما به من حب لهذا الكلام،
فأجد بين جنباتك أفضل ما يكون من القراء، وأجمل ما يكون من الأصوات، وأروع
ما يكون من الأداء.
تلاوات عطرة، تخرج أنين القلب، على دمعات
العين، فينشرح الصدر، وتهفوا القلوب لبارئها، بكل شوق وحنين، بكل أمل في
مغفرة لا يملكها إلا رب العباد.
أحبك يا مكة
حينما ترتفع فيك
هتافات التوحيد، والدعوة لطاعة رب العباد، بأصوات أناس هي من الروعة بمكان،
يهتفون بالناس (الله أكبر) ويختمون بتوحيد رب العباد، يدعوننا إلى الوقوف
بين يدي رب العباد، حينها أذكر بلالا رضي الله عنه، فإن كانت هذه الأصوات
بهذه الروعة، فكيف كان صوتك الندي أيها الطيب الطاهر.
أحبك يا مكة
حينما أنام وأصحو وأنا أعلم يقينا أنني نمت في مكان طاهر، وصحوت في مكان طاهر.
حينما آكل وأشرب، وأتنفس حول ذلك الطعام والشراب أجمل أنفاس تكون، إنها رياحين البيت الحرام.
أحبك يا مكة
أحب تلك الأماكن التي لطالما رتعت فيها، جريت، لعبت، ضحكت، تبسمت، آآآهٍ .. ما أقساها الغربة، لكنها فيك يا مكة قربة .. وليست كربة.
ما أروع أن يكون لهونا ولعبنا ونزهاتنا بين هذه الجنبات الطاهرة.
أحبك يا مكة
حينما أدخل أي مسجد بين جنباتك، فأجد تلك الوجوه النيرة، تلك العيون
الطاهرة، تلك الوجوه البريئة، تحمل ذلك الكتاب الطاهر الصادق، يلتفون حول
معلم حريص ناصح أمين، يعلمهم كتاب ربهم.
أحبك يا مكة
حينما
أجد رجالا بزيٍ نعرفهم ونراهم في كل مكان في الدنيا، لكننا نراهم أفحش ما
يكون إلا بين جنباتك، في بيت الله الحرام، نراهم أرق ما يكون، وألطف ما
يكون، وأحرص ما يكون خوفا على الناس، ورفقا بهم وإشفاقا عليهم. هم عسكر ..
لكنهم ليسوا ككل العسكر.
أحبك يا مكة
إنني أرجو أن يكون على ساحاتك أطهر أناس، لكنها سنة الله في خلقه أن يكون البشر على نقص عظيم.
أحبك يا مكة
إنني أكون في فخر حينما أقول أنني جلست بمكة كذا وكذا، قد لا أكون ربحت
شيئا من الدنيا، لكنني ربحت كثيرا من حبك أيتها البلاد الطاهرة.
إن كل لحظة فيك أحتسبها عند ربي سيلا من الأرباح الأخروية، وحتى ما كان من
خطأ، فإنني أرجو فيه مغفرة وعفوا من رب كريم، منَّ علينا بالجلوس فيك، فعسى
يكون ذلك سببا من أسباب نيل المطلوب من غفران الذنوب.
أحبك يا مكة
لكم وددت أن تكون نهايتي بك،
لكم تمنيت أن تكون آخر أنفاسي فيك،
لكم رجوت أن لا أخرج منك أبدا، لا أجد راحة لي في غيرك.
نعم نحب بلادنا، لكننا عشقناك بحب، بدين، بشوق، بلهفة، كأشد ما يكون الحب والشوق واللهفة للمحبوب.
أحبك .. ولا أرضى بك بدلا، منك إلى الجنان، بإذن الله الكريم المنان.
كمال اليماني مكة المكرمة بين الصفا والمروة ختام عمرة قبيل فجر يوم الجمعة الرابع من غرة ربيع الأول لعام 1433 هـ 27 يناير 2012م بتوقيت مكة المكرمة وما أروعها من بلد، وما أروعه من توقيت
أهوى أرضك وسماءك،، زائريك وأبناءك،،
شوارعك، حواريك، آآآهٍ منك.. أحب الحياة فيك،،
نغيب نغيب، ونلتقي فيك،،
نشتاق لبلادنا، فنبحث عنها في القرى، فنجدها تأتم بك يا أم القرى،،
كم ألهمتني جبالك،، كم ألهبني جلالك،، كم هان عندي حالي.. من سروري بحالك،،
أحب فيك زمزم،، وإن سألوني عن حبها، قلت لهم:
الحب عندي زمزم .. بل زمزم هي الحب
ولست بغيرها أطعم .. حبيبتي زمزم فحسب
الحب عندي زمزم .. بل زمزم هي الحب
ولست بغيرها أطعم .. حبيبتي زمزم فحسب
أحب فيك المَقام والرُّكن .. وفي ساحاتك يحلو الجلوس والرَّكن
أحبك يا مكة
أحب تلك النسمات، أحب تلك الروائع، تلك الرياح التي تهب من أنفاس الطائعين، حينما أكون بثوب أبيض طاهر، بمكان طاهر، بين أناس طاهرين، في تلك اللحظات، وبتلك الثياب أتذكر يوم ميلادي، ويوم ميعادي.
أحبك يا مكة
حينما أكون بين أناس لا أعرفهم ولا يعرفونني، ليس بيني وبينهم نسب ولا مصاهرة، ولا تجارة ولا بيع، وإنما نشترك بتجارة العبد مع مولاه.. وأنعم بها من تجارة رابحة.
أحبك يا مكة
حينما تكون تلك الأنفاس كلها صاعدة إلى سماء صافية، تعرج بها ملائكة كرام، إلى رب كريم، وأنعم به من رب سبحانه. لا يرد عبدا دعاه ورجاه، وإن كان أعتى العباد وأطغاهم وأفسدهم. بل يفرح به أشد ما يكون الفرح، هلم عبدي، من أتاني يمشي أتيته هرولة.
أحبك يا مكة
حينما أكون في حالة بها أتطهر من ذنوب لا يغفرها إلا رب العباد، وبين جنباتك تقرب مسافات الغفران.
أحبك يا مكة
حينما أهم بمعصية، فأذكر أنني بمكان طاهر، لا ينبغي فيه أن يعصي العبد ربه أشد من غيره من الأمكنة، حينها أكف عن معصيتي.
أحبك يا مكة
حينما تفتح لي مسافات الحب والتآلف بيني وبين إخواني.
حينما أكون في طاعة وأنتهي من أدائها، فأجد المهنئين والمباركين، والفرحين وكأنهم هم من قاموا بتلك الطاعة. أحب تلك الفرحة، وذلك الإحساس.
أحبك يا مكة
حينما أجد نفسي مشتاقا لفرج هم، فاذكر أنني بمكان يسهل فيه أن يفرج عن العبد المهموم، فيناجي المهموم مولاه، فاذهب إلى تلك البقاع الطاهرة، بيسر وسهولة، فيالها من نعمة عظيمة. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
أحبك يا مكة
حينما أشتاق إلى الري، حينما أكون ظمئانا، فلا أجد ري أناملي إلا بزمزمك، بين جنباتك، فأذهب وأرتشف أجمل رشفات تروي ظمأ المحب.
أحبك يا مكة
حينما أكون محتاجا لنيل أمر ما، لكنني أحتاج لسبب قوي يعينني على ذلك، مع يقين برب العباد، فأذهب إلى أطهر ما فيك، إلى أحب البقاع إلى رب البقاع، إلى البيت الحرام، فأرفع يدي إلى رب رحيم رؤوف، فلا ترجع خائبة مكسورة.
أحبك يا مكة
حينما أحتاج أن أبكي، حينما أحس بأن قلبي يعلوه الصدأ، حينما أحس أنني أحتاج الجلوس مع من أخرج له ما بداخلي من هم وغم وشكوى وآلام.
حينما يحتاج قلبي إلى دمعات لا يمكن أن تكون راحتي إلا بتلك الدمعات، فأرفع يدي من بقاع طاهرة، وأرض طاهرة، وأجواء طاهرة، إلى رب كريم، وأعلم أنه لن يخيب ظني، ولن أرجع خائبا مكسورا، بل أثق كل الثقة بنيل ما أريد.
أحبك يا مكة
حينما أمشي بين جبالك، فأذكر ما كان عليه نبينا صلى الله عليه وسلم، ومن معه من صحابة وصحابيات كرام أطهار أبرار، يخطون على تلك الصخور، لنشر ذلك الدين العظيم، حينها: أحبك كثيرا كثيرا، فإن فيك أنفاس الطاهرين والطاهرات، أنفاس أفضل جيل عرفته الدنيا، وأفضل رسول صلى الله عليه وسلم.
أحبك يا مكة
حينما يجتمع معك وأنت المكان الطاهر، زمان طاهر، بل أزمنة طاهرة، فيها صيام وصلاة وقيام وتلاوة واعتمار وحج وصدقة وزكاة وذبح لرب العباد، فأي نعم تضاهي تلك النعم.
أحبك يا مكة
كم شدتني تلك الضحكات والبسمات، في تلك الساحات، حينما يلهو ويلعب ويرتع أطفال هم من البراءة بمكان، حينما أجد في أعينهم وصدورهم وأحاسيسهم وأفعالهم كل أمن وأمان. كل روح، كل فرح، كل ريحان.
حينما أجد ابتسامتهم في ذلك المكان غير ابتسامتهم في أي مكان سواه.
حينما أجد كل أمل في الدنيا ينبعث من أعينهم.
حينما يكونوا في روح ولعب لا يكونوا في مثله بمكان آخر.
أحبك يا مكة
حينما أشتاق لسماع أفضل كلام، كلام رب العالمين، على تلاوة وصوت ندي، بأروع تلاوات، وأبدع أصوات تهز القلب هزا، تخرج ما به من حب لهذا الكلام، فأجد بين جنباتك أفضل ما يكون من القراء، وأجمل ما يكون من الأصوات، وأروع ما يكون من الأداء.
تلاوات عطرة، تخرج أنين القلب، على دمعات العين، فينشرح الصدر، وتهفوا القلوب لبارئها، بكل شوق وحنين، بكل أمل في مغفرة لا يملكها إلا رب العباد.
أحبك يا مكة
حينما ترتفع فيك هتافات التوحيد، والدعوة لطاعة رب العباد، بأصوات أناس هي من الروعة بمكان، يهتفون بالناس (الله أكبر) ويختمون بتوحيد رب العباد، يدعوننا إلى الوقوف بين يدي رب العباد، حينها أذكر بلالا رضي الله عنه، فإن كانت هذه الأصوات بهذه الروعة، فكيف كان صوتك الندي أيها الطيب الطاهر.
أحبك يا مكة
حينما أنام وأصحو وأنا أعلم يقينا أنني نمت في مكان طاهر، وصحوت في مكان طاهر.
حينما آكل وأشرب، وأتنفس حول ذلك الطعام والشراب أجمل أنفاس تكون، إنها رياحين البيت الحرام.
أحبك يا مكة
أحب تلك الأماكن التي لطالما رتعت فيها، جريت، لعبت، ضحكت، تبسمت، آآآهٍ .. ما أقساها الغربة، لكنها فيك يا مكة قربة .. وليست كربة.
ما أروع أن يكون لهونا ولعبنا ونزهاتنا بين هذه الجنبات الطاهرة.
أحبك يا مكة
حينما أدخل أي مسجد بين جنباتك، فأجد تلك الوجوه النيرة، تلك العيون الطاهرة، تلك الوجوه البريئة، تحمل ذلك الكتاب الطاهر الصادق، يلتفون حول معلم حريص ناصح أمين، يعلمهم كتاب ربهم.
أحبك يا مكة
حينما أجد رجالا بزيٍ نعرفهم ونراهم في كل مكان في الدنيا، لكننا نراهم أفحش ما يكون إلا بين جنباتك، في بيت الله الحرام، نراهم أرق ما يكون، وألطف ما يكون، وأحرص ما يكون خوفا على الناس، ورفقا بهم وإشفاقا عليهم. هم عسكر .. لكنهم ليسوا ككل العسكر.
أحبك يا مكة
إنني أرجو أن يكون على ساحاتك أطهر أناس، لكنها سنة الله في خلقه أن يكون البشر على نقص عظيم.
أحبك يا مكة
إنني أكون في فخر حينما أقول أنني جلست بمكة كذا وكذا، قد لا أكون ربحت شيئا من الدنيا، لكنني ربحت كثيرا من حبك أيتها البلاد الطاهرة.
إن كل لحظة فيك أحتسبها عند ربي سيلا من الأرباح الأخروية، وحتى ما كان من خطأ، فإنني أرجو فيه مغفرة وعفوا من رب كريم، منَّ علينا بالجلوس فيك، فعسى يكون ذلك سببا من أسباب نيل المطلوب من غفران الذنوب.
أحبك يا مكة
لكم وددت أن تكون نهايتي بك،
أحبك يا مكة
أحب تلك النسمات، أحب تلك الروائع، تلك الرياح التي تهب من أنفاس الطائعين، حينما أكون بثوب أبيض طاهر، بمكان طاهر، بين أناس طاهرين، في تلك اللحظات، وبتلك الثياب أتذكر يوم ميلادي، ويوم ميعادي.
أحبك يا مكة
حينما أكون بين أناس لا أعرفهم ولا يعرفونني، ليس بيني وبينهم نسب ولا مصاهرة، ولا تجارة ولا بيع، وإنما نشترك بتجارة العبد مع مولاه.. وأنعم بها من تجارة رابحة.
أحبك يا مكة
حينما تكون تلك الأنفاس كلها صاعدة إلى سماء صافية، تعرج بها ملائكة كرام، إلى رب كريم، وأنعم به من رب سبحانه. لا يرد عبدا دعاه ورجاه، وإن كان أعتى العباد وأطغاهم وأفسدهم. بل يفرح به أشد ما يكون الفرح، هلم عبدي، من أتاني يمشي أتيته هرولة.
أحبك يا مكة
حينما أكون في حالة بها أتطهر من ذنوب لا يغفرها إلا رب العباد، وبين جنباتك تقرب مسافات الغفران.
أحبك يا مكة
حينما أهم بمعصية، فأذكر أنني بمكان طاهر، لا ينبغي فيه أن يعصي العبد ربه أشد من غيره من الأمكنة، حينها أكف عن معصيتي.
أحبك يا مكة
حينما تفتح لي مسافات الحب والتآلف بيني وبين إخواني.
حينما أكون في طاعة وأنتهي من أدائها، فأجد المهنئين والمباركين، والفرحين وكأنهم هم من قاموا بتلك الطاعة. أحب تلك الفرحة، وذلك الإحساس.
أحبك يا مكة
حينما أجد نفسي مشتاقا لفرج هم، فاذكر أنني بمكان يسهل فيه أن يفرج عن العبد المهموم، فيناجي المهموم مولاه، فاذهب إلى تلك البقاع الطاهرة، بيسر وسهولة، فيالها من نعمة عظيمة. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
أحبك يا مكة
حينما أشتاق إلى الري، حينما أكون ظمئانا، فلا أجد ري أناملي إلا بزمزمك، بين جنباتك، فأذهب وأرتشف أجمل رشفات تروي ظمأ المحب.
أحبك يا مكة
حينما أكون محتاجا لنيل أمر ما، لكنني أحتاج لسبب قوي يعينني على ذلك، مع يقين برب العباد، فأذهب إلى أطهر ما فيك، إلى أحب البقاع إلى رب البقاع، إلى البيت الحرام، فأرفع يدي إلى رب رحيم رؤوف، فلا ترجع خائبة مكسورة.
أحبك يا مكة
حينما أحتاج أن أبكي، حينما أحس بأن قلبي يعلوه الصدأ، حينما أحس أنني أحتاج الجلوس مع من أخرج له ما بداخلي من هم وغم وشكوى وآلام.
حينما يحتاج قلبي إلى دمعات لا يمكن أن تكون راحتي إلا بتلك الدمعات، فأرفع يدي من بقاع طاهرة، وأرض طاهرة، وأجواء طاهرة، إلى رب كريم، وأعلم أنه لن يخيب ظني، ولن أرجع خائبا مكسورا، بل أثق كل الثقة بنيل ما أريد.
أحبك يا مكة
حينما أمشي بين جبالك، فأذكر ما كان عليه نبينا صلى الله عليه وسلم، ومن معه من صحابة وصحابيات كرام أطهار أبرار، يخطون على تلك الصخور، لنشر ذلك الدين العظيم، حينها: أحبك كثيرا كثيرا، فإن فيك أنفاس الطاهرين والطاهرات، أنفاس أفضل جيل عرفته الدنيا، وأفضل رسول صلى الله عليه وسلم.
أحبك يا مكة
حينما يجتمع معك وأنت المكان الطاهر، زمان طاهر، بل أزمنة طاهرة، فيها صيام وصلاة وقيام وتلاوة واعتمار وحج وصدقة وزكاة وذبح لرب العباد، فأي نعم تضاهي تلك النعم.
أحبك يا مكة
كم شدتني تلك الضحكات والبسمات، في تلك الساحات، حينما يلهو ويلعب ويرتع أطفال هم من البراءة بمكان، حينما أجد في أعينهم وصدورهم وأحاسيسهم وأفعالهم كل أمن وأمان. كل روح، كل فرح، كل ريحان.
حينما أجد ابتسامتهم في ذلك المكان غير ابتسامتهم في أي مكان سواه.
حينما أجد كل أمل في الدنيا ينبعث من أعينهم.
حينما يكونوا في روح ولعب لا يكونوا في مثله بمكان آخر.
أحبك يا مكة
حينما أشتاق لسماع أفضل كلام، كلام رب العالمين، على تلاوة وصوت ندي، بأروع تلاوات، وأبدع أصوات تهز القلب هزا، تخرج ما به من حب لهذا الكلام، فأجد بين جنباتك أفضل ما يكون من القراء، وأجمل ما يكون من الأصوات، وأروع ما يكون من الأداء.
تلاوات عطرة، تخرج أنين القلب، على دمعات العين، فينشرح الصدر، وتهفوا القلوب لبارئها، بكل شوق وحنين، بكل أمل في مغفرة لا يملكها إلا رب العباد.
أحبك يا مكة
حينما ترتفع فيك هتافات التوحيد، والدعوة لطاعة رب العباد، بأصوات أناس هي من الروعة بمكان، يهتفون بالناس (الله أكبر) ويختمون بتوحيد رب العباد، يدعوننا إلى الوقوف بين يدي رب العباد، حينها أذكر بلالا رضي الله عنه، فإن كانت هذه الأصوات بهذه الروعة، فكيف كان صوتك الندي أيها الطيب الطاهر.
أحبك يا مكة
حينما أنام وأصحو وأنا أعلم يقينا أنني نمت في مكان طاهر، وصحوت في مكان طاهر.
حينما آكل وأشرب، وأتنفس حول ذلك الطعام والشراب أجمل أنفاس تكون، إنها رياحين البيت الحرام.
أحبك يا مكة
أحب تلك الأماكن التي لطالما رتعت فيها، جريت، لعبت، ضحكت، تبسمت، آآآهٍ .. ما أقساها الغربة، لكنها فيك يا مكة قربة .. وليست كربة.
ما أروع أن يكون لهونا ولعبنا ونزهاتنا بين هذه الجنبات الطاهرة.
أحبك يا مكة
حينما أدخل أي مسجد بين جنباتك، فأجد تلك الوجوه النيرة، تلك العيون الطاهرة، تلك الوجوه البريئة، تحمل ذلك الكتاب الطاهر الصادق، يلتفون حول معلم حريص ناصح أمين، يعلمهم كتاب ربهم.
أحبك يا مكة
حينما أجد رجالا بزيٍ نعرفهم ونراهم في كل مكان في الدنيا، لكننا نراهم أفحش ما يكون إلا بين جنباتك، في بيت الله الحرام، نراهم أرق ما يكون، وألطف ما يكون، وأحرص ما يكون خوفا على الناس، ورفقا بهم وإشفاقا عليهم. هم عسكر .. لكنهم ليسوا ككل العسكر.
أحبك يا مكة
إنني أرجو أن يكون على ساحاتك أطهر أناس، لكنها سنة الله في خلقه أن يكون البشر على نقص عظيم.
أحبك يا مكة
إنني أكون في فخر حينما أقول أنني جلست بمكة كذا وكذا، قد لا أكون ربحت شيئا من الدنيا، لكنني ربحت كثيرا من حبك أيتها البلاد الطاهرة.
إن كل لحظة فيك أحتسبها عند ربي سيلا من الأرباح الأخروية، وحتى ما كان من خطأ، فإنني أرجو فيه مغفرة وعفوا من رب كريم، منَّ علينا بالجلوس فيك، فعسى يكون ذلك سببا من أسباب نيل المطلوب من غفران الذنوب.
أحبك يا مكة
لكم وددت أن تكون نهايتي بك،
لكم تمنيت أن تكون آخر أنفاسي فيك،
لكم رجوت أن لا أخرج منك أبدا، لا أجد راحة لي في غيرك.
نعم نحب بلادنا، لكننا عشقناك بحب، بدين، بشوق، بلهفة، كأشد ما يكون الحب والشوق واللهفة للمحبوب.
أحبك .. ولا أرضى بك بدلا، منك إلى الجنان، بإذن الله الكريم المنان.
كمال اليماني مكة المكرمة بين الصفا والمروة ختام عمرة قبيل فجر يوم الجمعة الرابع من غرة ربيع الأول لعام 1433 هـ 27 يناير 2012م بتوقيت مكة المكرمة وما أروعها من بلد، وما أروعه من توقيت
نعم نحب بلادنا، لكننا عشقناك بحب، بدين، بشوق، بلهفة، كأشد ما يكون الحب والشوق واللهفة للمحبوب.
أحبك .. ولا أرضى بك بدلا، منك إلى الجنان، بإذن الله الكريم المنان.
كمال اليماني مكة المكرمة بين الصفا والمروة ختام عمرة قبيل فجر يوم الجمعة الرابع من غرة ربيع الأول لعام 1433 هـ 27 يناير 2012م بتوقيت مكة المكرمة وما أروعها من بلد، وما أروعه من توقيت

الاشتراك في:
الرسائل (Atom)