يا ولدي . . .
لقد
تغربت عن موطني زمنًا ليس باليسير، رأيتُ في غربتي أقوامًا من الشرق والغرب، عَربًا
وعجمًا، أهلَ حضرٍ وبادية، أغنياء وفقراء ومساكين، رجالا ونساء، . .
تختلف
الطباع والمهن والمشارب والتوجهات . .
كل
ذلك لأقول لك بيقين:
إنه
لا يمكن تعميم مدحٍ ولا ذم في أهل محلة بعينها، فإنك تجد الكريمَ في أهل بخلٍ، والودودَ
في أهل قسوةٍ وغِلْظَة، والعدوَ في أهل محبة !!
فاعتمد
في معرفة ومعاملة الخلق الميزانَ الرباني "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ
أَتْقَاكُمْ".
ولا
تغتر بعروبتك ونِسْبتك "لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ ، وَلاَ لِعَجَمِيٍّ
عَلَى عَرَبِيٍّ ، وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ ، وَلاَ أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ
، إِلاَّ بِالتَّقْوَى".
ولا يحملنك لئيمُ قومٍ على أخذهم بجريرته فيما بينك وبينهم، فإنك حتمًا لا
ترضى لنفسك أن توضع على مثل هذا المسلك، وإن رأيتَ نفسك فاضلا، فإن في القوم مثلك
ولا شك !!